مادلين كلّاب: صيّادة غزية تتحول إلى رمز عالمي للكرامة والتضامن

مادلين كلّاب: صيّادة غزية تتحول إلى رمز عالمي للكرامة والتضامن

في بادرة إنسانية تحمل رسالة أمل ومقاومة، أُطلق اسم الصيّادة الفلسطينية مادلين كلّاب على سفينة مساعدات إنسانية تابعة لـ"أسطول الحرية" المتّجه إلى قطاع غزة، في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من عشرين شهراً.

مادلين، وهي أم لأربعة أطفال وحامل بطفلها الخامس، لم تكن مجرد اسم عشوائي اختير للسفينة، بل أصبحت أيقونة نضال فلسطيني. بدأت قصتها مع البحر في سن الخامسة، حين كانت ترافق والدها المريض، ثم تحملت مسؤولية إعالة أسرتها عبر الصيد منذ سن الثالثة عشرة. وبالرغم من المخاطر اليومية وقساوة المهنة، تمسّكت مادلين بالبحر كمصدر للكرامة قبل أن يكون مصدر رزق.

خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ أكتوبر 2023، خسرت مادلين كل شيء: قواربها، شباكها، ما جمعته من تعب سنين. ورغم ذلك، واصلت الإبحار يومياً في بحر محاصر، لتثبت أن لأهل غزة الحق في الحياة والكرامة.

إحدى أعضاء طاقم "أسطول الحرية" تواصل مع مادلين بعدما سمع بقصتها الملهمة، وطلب منها الإذن بإطلاق اسمها على السفينة، تكريماً لصمودها. قبلت مادلين، لكنها طلبت منهم الحذر وعدم المخاطرة، رغم قناعتها العميقة بأهمية الرسالة.

السفينة "مادلين" أبحرت محملة بالمواد الغذائية والدواء، في وقت تمنع فيه السلطات الاسرائيلية دخول هذه المواد منذ أكثر من ثلاثة أشهر. لكن "مادلين" ليست مجرد سفينة؛ إنها صرخة عالمية لكسر الحصار، ورسالة بأن غزة ليست وحدها.

مادلين كلّاب، "بنت البحر الغزّاوية"، تحولت إلى رمز عالمي للمرأة الكادحة، المقاومة، التي تعكس بإصرارها صورة شعب لا يزال يواجه الموت يومياً، لكنه لا يستسلم.