#المصدر| الليلة التي اهتزت فيها فوردو

شهدت الليلة الماضية تصعيدًا غير مسبوق في الملف النووي الإيراني، حيث شنت الولايات المتحدة غارات جوية على عدد من المواقع النووية داخل إيران، كان أبرزها منشأة فوردو الواقعة قرب مدينة قم. العملية التي وُصفت بأنها نوعية واستباقية، نُفذت باستخدام طائرات شبح من طراز B-2، وأُطلقت خلالها قنابل خارقة للتحصينات تعرف باسم "bunker-buster"، استهدفت البنية التحتية العميقة للمنشأة التي تقع تحت جبل.

وفقًا لمصادر أمريكية، فقد تم تدمير ثلاثة مواقع نووية على الأقل، وكانت فوردو الهدف الأهم في هذه العملية. الرئيس الأمريكي أعلن أن الضربة كانت ناجحة للغاية، وأكد أنها جزء من حملة منسقة لمنع إيران من الوصول إلى قدرات تخصيب نووي تهدد الأمن العالمي. وأفادت تقارير بأن ما لا يقل عن ست قنابل خارقة للأعماق استُخدمت لتدمير أنفاق فوردو ومنظومات الطرد المركزي، ما تسبب في دمار كبير في قلب المنشأة.

من جانبها، أقرت السلطات الإيرانية بوقوع الهجوم، حيث صرّح حاكم محافظة قم بأن "جزءًا من المنطقة المحيطة بفوردو تعرّض لقصف جوي من الأعداء"، دون ذكر تفاصيل إضافية. وأكدت طهران لاحقًا أن المنشأة كانت خالية من المواد النووية الحساسة، حيث جرى نقل معظم اليورانيوم منها خلال الأيام الماضية، في خطوة احترازية سبقت الضربة. رغم ذلك، فإن الهجوم ترك أثرًا كبيرًا في الشارع الإيراني، وارتفعت الأصوات في البرلمان تطالب بالرد الحاسم، وسط مخاوف من تصعيد قد يشمل أهدافًا إقليمية.

إسرائيل من جهتها عبّرت عن دعمها الكامل للعملية، ووصفتها بأنها "رسالة واضحة لإيران بأن تجاوز الخطوط الحمراء لن يمر دون عقاب"، فيما أبدت عدة دول غربية قلقها من تفاقم الوضع، ودعت الأمم المتحدة إلى جلسة طارئة لبحث تداعيات التصعيد. في الوقت نفسه، حذّر خبراء عسكريون من أن هذه الضربة قد تدفع إيران إلى الرد بأساليب غير تقليدية، سواء عبر هجمات سيبرانية أو ضربات عبر وكلاء في المنطقة.

الرئيس الأمريكي ختم تصريحاته بتحذير شديد اللهجة لطهران، مؤكدًا أن الخيارات كلها مطروحة على الطاولة، وأن بلاده مستعدة لأي سيناريو، إما "السلام أو المأساة"، على حد قوله. وبينما يترقب العالم رد إيران، تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة حرجة تتداخل فيها الحسابات العسكرية مع التحركات الدبلوماسية التي تبدو حتى الآن عاجزة عن احتواء الانفجار الوشيك.