#الصحافة #للشجعان/ رافع يحيى

منذ نعومة أظفاري أحببت مهنة الصحافة، ومارستها على أكثر من صعيد، حتى انتهى بي المطاف إلى تأسيس هذا الموقع: #المصدر. لم يكن الطريق سهلاً، فقد واجهنا التحديات وتجاوزنا العقبات، وتحملنا الكثير حتى وُلد هذا المنبر الإعلامي.

الصحافة مهنة الشجعان، وميدان الصابرين. تسمع كثيرًا، تتحمل أكثر، تبتلع الهمس وما يقال، وتتجاهل ما لا يُحتمل، خصوصًا في أوقات الأزمات والحروب. لا وقت حينها للتبرير أو الشرح؛ فكل ما يشغلك هو السعي وراء الحقيقة، والبحث عن المصداقية، بينما جمهورك العريض لا ينتظر، لا يصبر، يترقب الخبر كأنه برق، ويطلبه بأمانة الكلمة قبل سرعة النشر.

حاولنا، وما زلنا، أن نسلك درب الصحافة الصادقة، بعيدًا عن لهاث الإثارة الزائفة أو استغلال الصور المستفزة. هدفنا كان وما يزال: نقل الحقيقة إلى المتابعين بمهنية وشفافية، دون خرق لقوانين الرقابة، ودون التورط في مغامرات غير محسوبة.

لم ننفصل عن الواقع، ولم نغفل عن طبيعة البيئة التي نعيش فيها. نعي تمامًا حدود المسموح والممنوع، وندرك متى نكتب، ومتى ننشر، ومتى نصمت.

كانت الحرب الأخيرة أول تجربة إعلامية قاسية نخوضها، والحمد لله، عبرناها بسلام، وقمنا بواجبنا الإعلامي بكل موضوعية ومسؤولية، دون انحياز، وبما يرضي ضمير المهنة. والكمال لله وحده. نحتفي بنجاحاتنا، ونتعلّم من إخفاقاتنا.

أخيرًا، لا يسعنا في صباح هذا اليوم، صباح الهدنة، إلا أن نشكر كل من دعمنا، ووقف إلى جانبنا، وساندنا في هذه التغطية الصعبة. جزاكم الله خيرًا، وحماكم، ودمتم بألف خير والعاقبة #لغزّة.