"الكابينت" الإسرائيلي يوافق على توسيع الحرب في غزة وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية

"الكابينت" الإسرائيلي يوافق على توسيع الحرب في غزة وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية

أعلن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية ("الكابينت")، مساء الأحد، موافقته بالإجماع على خطة لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، في خطوة قد تمهد لتصعيد ميداني غير مسبوق، في ظل تصاعد الضغوط المحلية والدولية لوقف الحرب المستمرة منذ أشهر.

وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فإن الخطة تشمل "استمرار الضغط العسكري على حركة حماس في جميع المحاور"، إلى جانب التحضير لمرحلة "السيطرة الكاملة على القطاع"، في ظل تعثر الجهود الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى تهدئة.

استدعاء عشرات آلاف الجنود

وفي تطور ميداني متصل، شرعت السلطات العسكرية الإسرائيلية في استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، ما اعتُبر مؤشرًا على اقتراب تنفيذ عملية برية واسعة النطاق داخل القطاع، خاصة في محيط رفح، حيث تركز القصف في الأيام الأخيرة.

وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطاب متلفز، أن "الجيش يقف على أعتاب عملية دخول مكثف إلى غزة"، مشددًا على أن أي تحقيق رسمي في الإخفاقات الأمنية خلال هجمات 7 أكتوبر "سيؤجَّل إلى ما بعد انتهاء الحرب"، في إشارة إلى الضغوط السياسية التي يواجهها داخليًا.

رفض قطري وتحذيرات عربية

في المقابل، أعربت دولة قطر عن رفضها الشديد لتصريحات نتنياهو، ووصفتها بأنها "تحريضية وغير مسؤولة"، مؤكدة أن مثل هذه التصريحات تقوّض جهود الوسطاء وتزيد من تعقيد المشهد الإنساني والسياسي في غزة.

كما أعلن الاتحاد البرلماني العربي، عبر بيان رسمي، عن إطلاق حملة تنسيقية دبلوماسية لدعم الجهود الرامية إلى وقف العدوان على القطاع، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية تجاه المدنيين المحاصرين في غزة.

غارات مكثفة وأزمة إنسانية خانقة

ميدانيًا، واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية شن غارات عنيفة على مناطق متفرقة في شمال وجنوب القطاع، بالتوازي مع قصف مدفعي استهدف أحياء سكنية في مدينة رفح ومخيم النصيرات، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، وفق وزارة الصحة في غزة.

وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن المستشفيات تواجه عجزًا حادًا في الأدوية والمستلزمات الأساسية، وسط انهيار شبه كامل في البنية التحتية الصحية، بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي ونفاد الوقود.

تعثر مسار التهدئة

ورغم المحاولات المكثفة التي تبذلها كل من مصر وقطر والولايات المتحدة لإحياء مفاوضات التهدئة، تشير التحليلات إلى أن الخطاب الإسرائيلي الرسمي ومؤشرات التحرك الميداني تدفع باتجاه التصعيد، وليس نحو تسوية سياسية قريبة.

في غضون ذلك، أكدت حركة حماس في بيان لها أن أي توسيع للعملية العسكرية في غزة "لن يمرّ دون رد"، معتبرة أن استهداف المدنيين "يكشف الطبيعة الانتقامية للعدوان الإسرائيلي"، بحسب تعبيرها.

خاتمة

ومع انسداد الأفق السياسي وتصاعد التوتر الميداني، يخشى مراقبون من أن تكون الأيام المقبلة حاسمة في تحديد مسار الحرب، وسط تحذيرات متكررة من منظمات أممية من كارثة إنسانية وشيكة في القطاع المحاصر.