ظاهرة القرود في إسرائيل، التهريب والمخاطر

قرود مُهرّبة من سيناء تظهر في إسرائيل

في مشهد أثار دهشة المواطنين وتساؤلات المختصين، شوهدت خلال الأسابيع الماضية مجموعات من القرود البرية تتنقل في مناطق مختلفة من شمال ووسط إسرائيل، وتحديدًا في الجليل ووادي الأردن. هذه الظاهرة الغريبة لم تكن نتيجة طبيعية لهجرة موسمية أو توسع بيئي، بل كشفت التحقيقات الأولية أنها ناتجة عن عملية تهريب منظّمة للقرود من الأراضي المصرية، وتحديدًا من شبه جزيرة سيناء.

تهريب عبر الحدود: القصة الكاملة

بحسب مصادر بيئية وأمنية، فإن هذه القرود — التي يُعتقد أنها من نوع المكاك البربري أو البابون — تم تهريبها إلى إسرائيل عبر شبكات مختصة بتجارة الحيوانات البرية. هذه الشبكات تستغل الثغرات الأمنية بين سيناء والنقب، لنقل الحيوانات بهدف بيعها لحدائق حيوانات خاصة أو هواة تربية الحيوانات الغريبة.

من هواية إلى كارثة

قد يظن البعض أن تربية قرد أو اقتنائه كحيوان أليف غريب أمر طريف أو استعراضي، لكن المختصين يحذرون من أن إدخال كائنات غير محلية إلى النظام البيئي يشكل تهديدًا خطيرًا على التوازن الطبيعي. فالقرود قادرة على التكيّف السريع، وقد تتسبب في:

تدمير الزراعة والحقول.

نشر أمراض مشتركة بين الإنسان والحيوان.

التأثير على الحياة الفطرية المحلية.

سلوك عدواني تجاه البشر عند شعورها بالتهديد.

ردود فعل ميدانية

تلقّت هيئة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية العديد من البلاغات حول مشاهدات للقرود وهي تقتحم ساحات المنازل أو تعبث في الحدائق. وأشارت الهيئة إلى أنها تعمل على تحديد مواقع انتشارها، كما طالبت السكان بعدم الاقتراب من هذه الحيوانات أو محاولة تغذيتها.

في النهاية، ظهور القرود المهرّبة في إسرائيل ليس مشهدًا بريئًا، بل هو قنبلة بيئية موقوتة، تتطلب استجابة حازمة وفورية على المستويين المحلي والإقليمي. فحين تُنتهك حدود الطبيعة، لا تعود الأمور كما كانت، ويكون الثمن من صحة الإنسان وتوازن الأرض.