#المصدر| هل تتجه إسرائيل نحو انتخابات كنيست حاسمة في خريف 2025؟

#المصدر| هل تتجه إسرائيل نحو انتخابات كنيست حاسمة في خريف 2025؟
تعيش إسرائيل حالة من الترقب السياسي مع تزايد الإشارات إلى اقتراب الانتخابات العامة للكنيست، سواء كانت مبكرة أو ضمن موعدها القانوني. في ظل هذا المشهد، يبدو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستعد بشكل غير مباشر للانتخابات المقبلة، معتمداً على إدارة الملفات الساخنة بطريقة قد تخدم استراتيجيته الانتخابية، رغم التحديات الداخلية والخارجية التي تهدد استقرار حكمه.
ملف إيران يمثل تحدياً وجودياً وأمنياً بالنسبة لإسرائيل، وقد استثمر نتنياهو سياسياً في إبراز هذا الملف كأولوية وطنية، مستخدماً الخطاب الأمني لتوحيد الجبهة الداخلية، وصرف الانتباه عن الأزمات الداخلية. الضربة الإيرانية الأخيرة، والرد الإسرائيلي عليها، تندرج ضمن هذا الإطار، حيث يعزز نتنياهو صورته كقائد أمني حازم.
أما ملف غزة، فهو لا يقل تعقيداً، حيث تتصاعد العمليات العسكرية والضغوط الدولية بشأن الوضع الإنساني. فشل الحكومة في تقديم رؤية سياسية طويلة الأمد لغزة، واستمرار النهج الأمني، يدفع البعض إلى الاعتقاد أن نتنياهو يستغل هذه الجبهة لتحسين موقعه السياسي لدى اليمين المتطرف والقاعدة الأمنية، ما قد ينعكس على نتائج الانتخابات المقبلة للكنيست.
قضية الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، خاصة بعد الأحداث الأخيرة، تشكل ضغطاً إضافياً على الحكومة، وتثير استياء قطاعات من المجتمع الإسرائيلي. الطريقة التي سيُدار بها هذا الملف قد تُشكل نقطة مفصلية في حظوظ نتنياهو الانتخابية، خصوصاً إذا ما نجح في عقد صفقة تبادل واسعة، قبيل التوجه إلى صناديق اقتراع الكنيست.
ومن أكثر الملفات إثارة للجدل في الأسابيع الأخيرة، هو قانون التجنيد الذي يشمل الحريديم، والذي أثار انقسامات حادة داخل الائتلاف الحكومي. هذا القانون يهدد وحدة الحكومة ويزيد من احتمال انهيارها، ما يعزز فرضية التوجه إلى انتخابات كنيست في شهر أكتوبر، وهو موعد تردده بعض المصادر السياسية، رغم عدم تأكيده رسميًا.
في حال جرت الانتخابات في الخريف، فإن الخارطة السياسية ستشهد تنافسًا محتدمًا، حيث يبرز اسم بينيت على سبيل المثال، كخصم سياسي رئيسي لنتنياهو، مدعومًا من وسط سياسي يحاول تقديم بديل أكثر توازناً. كما أن يائير لابيد يسعى لاستعادة قوته السابقة، بينما يتشتت اليسار الإسرائيلي بين أطياف مختلفة، ما قد يؤدي إلى تشرذم الأصوات داخل الكنيست.
فرص نجاح نتنياهو تبقى قائمة، لا سيما إذا تمكن من تعزيز روايته الأمنية والسيطرة على مسار الأحداث الإقليمية. إلا أن التحديات القضائية التي تواجهه، والانقسام الداخلي العميق، يقللان من فرصه في تحقيق أغلبية مريحة في الكنيست. اليمين ككتلة لا يزال قوياً، لكن تماسكه مهدد بتناقضات أيديولوجية بين القوميين الدينيين والحريديم، والانقسام حول سياسات الحرب والسلم.
أما المواطنون العرب في إسرائيل، فهم يواجهون تهميشًا متزايدًا، وسط تصاعد خطاب قومي واستبعاد فعلي لهم من دوائر التأثير. تراجع نسبة التصويت في الوسط العربي يُتوقع أن يستمر ما لم تنجح القوى العربية في تجديد خطابها السياسي وإعادة بناء ثقة الشارع بها، وهو ما سينعكس على حضورهم داخل الكنيست. في المجمل، فإن الانتخابات القادمة – إن وقعت – ستكون بمثابة استفتاء شعبي ليس فقط على شخص نتنياهو، بل على مجمل السياسات الإسرائيلية في زمن الاضطراب الإقليمي والتمزق الداخلي.
نلخص فنقول، انتهت الحرب وستبدأ الآن معارك الاستطلاعات!