احدث الاخبار
#المصدر| حين يتحول الحوار إلى مجزرة: ثلاثية التكفير والتخوين والسخرية
قبل 33 ساعات
#المصدر| حين يتحول الحوار إلى مجزرة: ثلاثية التكفير والتخوين والسخرية
في زمن تتسارع فيه الأحداث وتضيق فيه مساحات الحوار، بات التكفير والتخوين والسخرية أدوات حادة تقطع جسور التواصل بين أبناء المجتمع الواحد. لم تعد الكلمات تُقال لتقارب العقول، أو تُطرح لتُفهم، بل أصبحت تُلقى كرصاصات، ويُقصد بها القتل المعنوي قبل أن يكون النقاش هدفًا أو الحقيقة مبتغًى. هذا المثلث الخطير حوّل نقاشاتنا إلى مجازر فكرية، وبدلًا من أن نختلف لنرتقي، بتنا نختلف لنهدم، ونشكك، ونُقصي.
التكفير لم يعد حكرًا على رجال دين متشددين، بل أصبح أداة في يد كل من يدّعي امتلاك الحقيقة. فما إن تُعبّر عن رأي مخالف حتى يُلقى عليك الاتهام بأنك خارج عن الدين، أو مشكك في العقيدة، وكأن الإيمان حكر على فئة بعينها. التكفير هنا لا يُقصد به النقاش اللاهوتي، بل يُستخدم كسيف لإسكات الآخر، وتحويله إلى عدو وجودي لا يُسمع له، ولا يُرد عليه، بل يُنبذ ويُقصى. وهذا وحده كفيل بأن يغلق باب الاجتهاد، ويغتال التنوع، ويحوّل المجتمع إلى كتل متصارعة، كلٌ منها يدّعي أنه يمثل الله.
أما التخوين، فهو الوجه السياسي للتكفير. فكل مخالف في الرأي يُتهم بأنه عميل، أو خائن، أو متآمر، دون دليل أو محاكمة. أصبح حب الوطن مرهونًا بالولاء لشخص أو حزب أو سلطة، وانقلب مفهوم الوطنية إلى عصا تُرفع في وجه كل من يفكر بطريقة مختلفة. وبهذا، نقتل روح المواطنة، ونحوّل الشعوب إلى قطيع خائف، لا يُسمح له بالنقد أو المحاسبة، لأن الحساب هنا لا يكون على الفعل، بل على النية المزعومة. التخوين يزرع الرعب، ويؤسس للديكتاتورية، حتى لو لبست ثوب الديمقراطية.
ثم تأتي السخرية، وهي أكثرهم خفّة ظاهريًا، لكنها أكثرهم فتكًا من حيث التأثير. فقد أصبحت وسيلة لإهانة الفكر بدلًا من مجادلته، وللتحقير من الأشخاص بدلًا من محاورتهم. مواقع التواصل تعج بصفحات تبني شهرتها على السخرية من الآخرين، لا على طرح الرأي أو التحليل. فنضحك على من يختلف عنا، ونشمت في فشلهم، ونحوّل الحوار إلى تهكمٍ وتجريح. وهكذا نُنبت جيلاً يرى في السخرية شجاعة، وفي التهكم تفوقًا، وفي إذلال الآخر نصرًا، بينما الحقيقة تُدفن تحت ركام الضحك الأجوف.
هذا المثلث القاتل أفرغ النقاش من معناه، وجعل الاختلاف خطرًا، لا غنى. وهو نتاج بيئة غابت عنها ثقافة النقد البنّاء، وانهارت فيها منظومة القيم التربوية والمعرفية، وتحولت وسائل التعبير إلى ميادين معركة لا ساحة فكر. إن المجتمعات التي تخون وتكفّر وتسخر لا تنتج إلا الخوف والجهل والانغلاق، بينما الأمم التي تحترم الكلمة وتؤمن بالحوار تزرع بذور النهضة في كل اختلاف.
إن ما نحتاجه اليوم ليس فقط وعيًا بخطورة هذا المثلث، بل شجاعة لتفكيكه، وبدائل ترسّخ ثقافة السؤال بدلاً من الاتهام، والاختلاف بدلاً من الإلغاء، والاحترام بدلاً من السخرية. فبالحوار نرتقي، وبالمحبة نحيا، وبالصدق نفهم أنفسنا والآخر. وكل ما دون ذلك ليس إلا مجازر من نوع آخر، لكنها أكثر قسوة لأنها تقتل الروح والفكر، لا الجسد فقط.

المرأة

06/08/2025, 09:09
أول إطلالة للسيدة الأولى في سوريا خلال عيد الأضحى

05/05/2025, 10:26
منظمة المرأة العربية تعقد مؤتمرها العام حول حماية النسا

05/04/2025, 18:46
تمكين المرأة في عالم السيارات الفاخرة

05/04/2025, 18:33
"تقدُّم كبير للمرأة في المناصب القيادية عالميًا"

04/30/2025, 10:38
"ينعاد عليكو" للفلسطيني إسكندر قبطي يفوز بالجائزة الكبر
منوعات وحياة

06/10/2025, 09:52
مكبّلات وعاجزات: هذا ما عُثر عليه في حقيبة مسافر في الم

06/08/2025, 19:13
طبريا الآن

06/03/2025, 09:45
حفلة بهيجة بمناسبة يوم الطفل العالمي في البعينة نجيدات

05/30/2025, 23:21
"ماستر شيف العرب" يجمع طهاة من أكثر من 20 بلداً في أم ا

05/30/2025, 18:49
جمعية آذار تختتم دورة مهنية في جسر الزرقاء لتعزيز الحصا
وفيّات

05/25/2025, 17:57
فخري محمود الحاج سعيد حبيب الله(ابو نور) في ذمة الله

05/20/2025, 11:11
الحاج خالد علي جوابرة ( أبو هاني) في ذمة الله

05/18/2025, 08:46
الشاعر جريس دبيات في ذمة الله

05/14/2025, 08:20
المرحوم الحاج علي محمد كردي (أبو رسمي) في ذمة الله

05/13/2025, 18:35
الحاجة رسمية احمد شلبي (ام عبد الله) في ذمة الله
الناصرة
19°
سماء صافية
اسعار العملات
USD | 3.623 ₪ | |
GBP | 4.8509 ₪ | |
JPY | 2.5395 ₪ | |
EUR | 4.1235 ₪ | |
AUD | 2.3198 ₪ | |
CAD | 2.6157 ₪ | |
DKK | 0.5524 ₪ | |
NOK | 0.3491 ₪ | |
ZAR | 0.1954 ₪ | |
SEK | 0.3757 ₪ |