السبت، 22 نوفمبر 2025
احدث الاخبار

إطالة أمد الحرب، لمصلحة  إيران أم إسرائيل؟

06/16/2025, 13:51


إطالة أمد الحرب، لمصلحة  إيران أم إسرائيل؟

إطالة أمد الحرب بين إيران وإسرائيل تفتح أبواباً لتحليلات معقدة حول هوية المستفيد الحقيقي من هذا التصعيد، خصوصاً في ظل التشابك السياسي والعسكري والاقتصادي الذي يحيط بالمنطقة. الظاهر أن كلا الطرفين يدّعي امتلاكه زمام المبادرة، لكن الحقيقة أعمق من مجرد استعراض للقوة أو تسجيل نقاط ميدانية. فإسرائيل، وهي تعيش حالة داخلية مشحونة سياسياً واجتماعياً، ترى في الحرب فرصة للهروب من أزماتها الداخلية عبر توحيد الجبهة الداخلية تحت راية "الأمن القومي"، وإعادة تموضعها في الإقليم كلاعب لا يُستهان به أمام حلفائها وخصومها على حد سواء. كما أن طول أمد الحرب قد يمنحها غطاءً لتوسيع عملياتها العسكرية وإضعاف خصومها في أكثر من ساحة، ضمن منطق "الضربات الاستباقية".

في المقابل، فإن إيران ليست غريبة عن منطق الاستنزاف الطويل، وقد بنت جزءاً كبيراً من استراتيجيتها الإقليمية على فكرة "الزمن كسلاح". فالإطالة قد تخدم خطابها الثوري، وتمنحها مساحة لتحشيد الداخل واستثمار المشاعر القومية والدينية، كما أنها فرصة لاستعراض قدرتها على الصمود والمناورة، خصوصاً في ظل العقوبات والعزلة الدولية. إيران تنظر إلى الحرب كمجال لتأكيد نفوذها في المنطقة، ولإعادة ترتيب علاقاتها وتحالفاتها من موقع الصمود لا التراجع، بل وقد تجد في طول أمد المواجهة وسيلة لتوسيع الجبهة عبر حلفائها الإقليميين وفرض قواعد جديدة للاشتباك.

لكن وراء هذين التصورين، يبقى الشعبان هما الخاسر الأكبر، ويظل شبح الانهيار الاقتصادي والتصدعات الاجتماعية يلوح في الأفق كلما طال أمد النزاع. وبينما تعتقد كل دولة أنها تملك الوقت والقدرة على التحمل، فإن الحسابات قد تنقلب في أية لحظة، خصوصاً إذا تحول الصراع إلى مواجهة شاملة تمسّ المصالح الدولية الكبرى. لذلك، فإن التساؤل عن المستفيد الحقيقي من إطالة الحرب قد لا يجد جواباً حاسماً الآن، لكن المؤكد أن المنطقة كلها تقترب من حافة الانفجار، وأن الاستمرار في التصعيد لن يورث إلا مزيداً من الدمار، حتى وإن بدا أن بعض الأطراف تحقق مكاسب ظرفية على المدى القصير.


الناصرة

19°
سماء صافية

اسعار العملات

USD3.623
GBP4.8509
JPY2.5395
EUR4.1235
AUD2.3198
CAD2.6157
DKK0.5524
NOK0.3491
ZAR0.1954
SEK0.3757