هل ستدخل الباكستان الحرب؟ 

هل ستدخل الباكستان الحرب؟ 
من غير المرجح أن تدخل باكستان الحرب مباشرة في النزاع الحالي بين إيران وإسرائيل أو أي تصعيد إقليمي أوسع، رغم ما قد يُنشر من شائعات أو تصريحات إعلامية. موقف باكستان التاريخي في السياسة الخارجية يتسم بالحذر، خاصة حين يتعلق الأمر بصراعات إقليمية بين قوى كبرى، وتحديدًا في منطقة الخليج التي ترتبط فيها باكستان بعلاقات مع طرفي النزاع: علاقات سياسية وعسكرية مع إيران، وشراكات اقتصادية وأمنية وثيقة مع دول الخليج القريبة من إسرائيل.

الجيش الباكستاني مشغول بالفعل في ملفات داخلية تتعلق بحفظ الاستقرار، وهناك أزمة اقتصادية متفاقمة تجعل من المستبعد أن تخوض الدولة حربًا لا تصب مباشرة في مصالحها الاستراتيجية. من جهة أخرى، باكستان دولة نووية، وتدرك أن دخولها في حرب مفتوحة قد يجر المنطقة إلى عواقب لا تُحمد، وهي لا تملك الترف السياسي أو العسكري لمغامرة بهذا الحجم، خاصة في ظل التوتر القائم بينها وبين الهند.

لكن هذا لا يعني أن باكستان ستبقى ساكنة تمامًا. من المتوقع أن تعبّر عن مواقف سياسية أو دينية داعمة لطرف دون التورط العسكري، وقد تقدم دعمًا معنويًا أو دبلوماسيًا، لا أكثر. في الوقت ذاته، قد تستخدم بعض الأطراف اسم باكستان لتضخيم التهديد أو إعطاء انطباع بأن العالم الإسلامي يتجه للتوحد عسكريًا، بينما الواقع هو أن المصالح الوطنية والأزمات الداخلية تحدد سلوك الدول، وليس الشعارات فقط.

في المحصلة، لا المؤشرات العسكرية، ولا الوضع الداخلي، ولا الحسابات الاستراتيجية، تشير إلى دخول باكستان في حرب إقليمية واسعة.