السبت، 22 نوفمبر 2025
احدث الاخبار

رأي المصدر- قراءة أوّلية في اليوم الأول للحرب

06/13/2025, 20:23
رأي المصدر- قراءة أوّلية في اليوم الأول للحرب
في فجر الثالث عشر من يونيو 2025، اندلعت شرارة واحدة من أخطر المواجهات العسكرية في الشرق الأوسط، مع تنفيذ إسرائيل هجومًا واسع النطاق على الأراضي الإيرانية، في تطوّر غير مسبوق يؤذن بفصل جديد من الصراع. الهجوم الذي سُمّي "أسد النشوء" لم يكن عملية عابرة، بل حملة منسّقة اشتركت فيها أكثر من مئتي طائرة حربية، استهدفت أكثر من مئة موقع داخل العمق الإيراني، من بينها منشآت نووية ومراكز قيادة تابعة للحرس الثوري ومرافق لتطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة.
جاءت الضربة قاسية ومباغتة، حيث أعلنت إسرائيل عن مقتل عدد من كبار قادة الحرس الثوري، بينهم القائد العام حسين سلامي، والجنرال أمير علي حاجي زاده، إضافة إلى رئيس هيئة الأركان محمد باقري. هذا الاستهداف المباشر للقيادات العسكرية العليا حمل بعدًا استراتيجيًا يتجاوز الردع التقليدي، ليضعف البنية التنظيمية والعقل المركزي للقرار العسكري الإيراني.
في المقابل، لم تتأخر طهران في الرد، إذ أطلقت أكثر من مئة طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، بعضها نجح في اختراق الدفاعات الجوية، بينما تم اعتراض الغالبية عبر منظومات متطورة كالقبة الحديدية ومقلاع داوود. ورغم محدودية الأضرار، حمل الرد رسالة واضحة بأن إيران لن تكتفي بالدفاع، بل ستسعى إلى إثبات قدرتها على توجيه ضربات موجعة.
السياسيون في طهران وصفوا الهجوم بأنه إعلان حرب، فيما أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي أن إسرائيل "ستدفع ثمنًا باهظًا"، مهددًا بتوسيع المواجهة إلى ساحات أخرى في المنطقة. في غضون ذلك، ساد التوتر الحذر العواصم الإقليمية والدولية، حيث دعت الولايات المتحدة إلى التهدئة مع تأكيد دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، بينما عبّرت روسيا والصين عن قلقهما من احتمال انفجار الوضع إلى صراع أوسع، في حين ارتفعت أسعار النفط والذهب بشكل حاد، وسط مخاوف من تعطّل الملاحة في مضيق هرمز.
هكذا انتهى اليوم الأول من هذه المواجهة المفتوحة دون حسم، لكنه حمل في طيّاته مؤشرات واضحة على أن ما يجري ليس مجرّد تبادل محدود للنيران، بل بداية لتغيّر جذري في معادلة الردع الإقليمي، وربما ولادة لحرب طويلة الأمد ستترك أثرًا عميقًا في الجغرافيا السياسية للمنطقة. إن ما حدث لا يمكن فصله عن تراكمات طويلة من التوتر والصراع غير المعلن، لكنه في الآن ذاته، يفتح الباب على مصراعيه نحو سيناريوهات شديدة الخطورة، قد لا تقف حدودها عند طهران وتل أبيب، بل تتسع لتشمل ساحات عربية وخليجية وأوروبية، في حال استمرت وتيرة التصعيد على هذا النحو.

الناصرة

19°
سماء صافية

اسعار العملات

USD3.623
GBP4.8509
JPY2.5395
EUR4.1235
AUD2.3198
CAD2.6157
DKK0.5524
NOK0.3491
ZAR0.1954
SEK0.3757