معنى إطلاق الصواريخ من سوريا على إسرائيل

قراءة في إطلاق صواريخ من سوريا على إسرائيل تتطلب تفكيك الحدث في سياقه الجغرافي والسياسي والعسكري. إليك تحليلاً أوليًا لهذا الحدث من عدة زوايا:

أولًا: السياق السياسي العام

1. سوريا: تعاني من أزمة داخلية منذ عام 2011، وهي ساحة لتداخل نفوذ دولي (إيران، روسيا، تركيا، الولايات المتحدة). إطلاق صواريخ منها قد لا يعبر عن قرار "سوري رسمي" بل عن فصائل تعمل في الأراضي السورية، خاصة جماعات موالية لإيران.

2. إسرائيل: ترى في أي إطلاق نار تهديدًا لأمنها القومي وترد غالبًا بقصف مواقع في سوريا.

ثانيًا: البعد العسكري

الجهة المنفذة: غالبًا ما تكون جماعات تابعة لمحور "المقاومة" (مثل حزب الله، أو ميليشيات شيعية موالية لإيران) وليست الجيش السوري نفسه.

الأهداف: قد يكون هدف الصواريخ رمزيًا أكثر منه عسكريًا، كنوع من الرد أو الضغط السياسي، وليس لإلحاق ضرر كبير.

رد الفعل الإسرائيلي: يتمثل غالبًا في استهداف منصات الإطلاق أو مراكز القيادة المرتبطة بإيران داخل سوريا.

ثالثًا: التوقيت والدلالة

قد يتزامن الإطلاق مع أحداث في الضفة الغربية أو غزة، أو مع قصف إسرائيلي لسوريا أو لبنان، فيُفهم كرسالة "تنسيق ميداني" أو تضامن.

أو قد يأتي بعد تصريحات سياسية مثل تهديدات متبادلة بين طهران وتل أبيب، مما يضعه في إطار صراع إقليمي أوسع.

رابعًا: قراءة رمزية واستراتيجية

رسالة لإسرائيل: بأن الجبهة الشمالية ليست هادئة، وأن هناك جهات قادرة على تهديد العمق الإسرائيلي من سوريا.

رسالة لإيران: بأن نفوذها في سوريا لا يزال حاضرًا، ويمكن تفعيله عسكريًا.

رسالة للداخل السوري أو للمعارضة: أن النظام وحلفاءه لا يزالون "فاعلين" في الصراع الإقليمي.

خامسًا: مخاطر التصعيد

كل إطلاق صواريخ يحمل خطر التدهور إلى حرب أوسع، خاصة إذا سقطت إصابات أو وقع رد إسرائيلي كبير.

سوريا، وهي في حالة ضعف داخلي، قد تُستخدم كساحة حرب بالوكالة بين إيران وإسرائيل.