الحرب الروسية الأوكرانية في عامها الرابع مع تصاعد العمليات العسكرية وتكثيف الجهود الدبلوماسية

تستمر الحرب الروسية الأوكرانية في عامها الرابع مع تصاعد العمليات العسكرية وتكثيف الجهود الدبلوماسية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل هذا الصراع المستمر منذ فبراير 2022. 

التطورات العسكرية الأخيرة: أوكرانيا تغير قواعد اللعبة

في 1 يونيو 2025، نفذت أوكرانيا عملية جريئة باستخدام طائرات مسيّرة استهدفت أربع قواعد جوية روسية عميقة داخل الأراضي الروسية، ضمن ما سُمي بـ"عملية سبايدر ويب" (Spiderweb).  تمكنت هذه الهجمات من تدمير أو إتلاف ما لا يقل عن 13 طائرة روسية، بما في ذلك قاذفات استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية من طراز Tu-95 وA-50.  أظهرت هذه العملية قدرة أوكرانيا على تنفيذ هجمات دقيقة داخل العمق الروسي، مما أثار تساؤلات حول فعالية الدفاعات الجوية الروسية.  

المفاوضات: تقدم محدود وسط شروط متضاربة

في 2 يونيو 2025، عُقدت جولة جديدة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، برعاية تركية.  طرحت روسيا شروطًا لوقف إطلاق النار تتضمن انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق دونيتسك، لوهانسك، خيرسون وزابوريجيا، أو انسحاب جزئي مع نزع سلاح أوكرانيا ووقف الدعم العسكري الغربي.  في المقابل، طالبت كييف بوقف إطلاق نار شامل دون شروط مسبقة.  تم الاتفاق فقط على هدنة مؤقتة لجمع الجثث وتبادل للأسرى من الفئات الضعيفة.  

السيناريوهات المحتملة لمستقبل الحرب

1. استمرار الحرب على المدى الطويل: مع تمسك الطرفين بمواقفهما، قد تستمر الحرب في شكلها الحالي، مع تبادل الهجمات وتقدم بطيء على الجبهات. 

2. تسوية دبلوماسية: في حال وجود ضغوط دولية قوية، خاصة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد يتم التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين جزئيًا. 

3. تصعيد عسكري: إذا استمرت الهجمات داخل الأراضي الروسية أو تم استخدام أسلحة متقدمة، قد يؤدي ذلك إلى تصعيد أوسع يشمل دولًا أخرى. 

4. تجميد الصراع: قد يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار دون حل جذري، مما يؤدي إلى تجميد الصراع على غرار ما حدث في مناطق أخرى. 

بينما تستمر الحرب في استنزاف الموارد البشرية والاقتصادية للطرفين، تظل احتمالات الحل السلمي قائمة لكنها تواجه تحديات كبيرة.  الابتكارات العسكرية، مثل استخدام الطائرات المسيّرة، قد تغير من موازين القوى، لكن السلام الدائم يتطلب تنازلات متبادلة وضمانات أمنية حقيقية.