ظاهرة ارتداء النظارات في سن مبكر في ازدياد : الأسباب، الأبعاد، والتوصيات

ظاهرة ارتداء النظارات في سن مبكر في ازدياد : الأسباب، الأبعاد، والتوصيات
أصبحت ظاهرة ارتداء النظارات في سن مبكرة، خاصة في المراحل الابتدائية، ملاحظة بشكل متزايد في العديد من المجتمعات والمدارس. هذه الظاهرة لها أبعاد متعددة؛ صحية، نفسية، وتربوية، وتعود إلى أسباب متنوعة تتعلق بنمط الحياة الحديث، والبيئة المحيطة، والعوامل الوراثية.

أولًا: الأسباب المحتملة
 1. الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية
      •   يقضي الأطفال وقتًا طويلًا أمام الشاشات (الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية، الحواسيب)، مما يسبب إجهادًا للعين ويساهم في ظهور مشاكل بصرية، أبرزها قِصر النظر.
 2. قلة التعرض للضوء الطبيعي
      •   تشير الدراسات إلى أن قضاء وقت أقل في الهواء الطلق مرتبط بزيادة حالات قِصر النظر، حيث يُعد الضوء الطبيعي عاملًا مهمًا في النمو الصحي للعين.
 3. العوامل الوراثية
      •   وجود أحد الوالدين أو كليهما ممن يعانون من مشاكل في الإبصار يزيد من احتمال إصابة الأبناء بحالات مشابهة.
 4. تحسُّن آليات الكشف المبكر
      •   في الوقت الحاضر، هناك وعي أكبر وإجراء فحوصات نظر مبكرة في المدارس والعيادات، مما يؤدي إلى اكتشاف مشاكل البصر لدى الأطفال في سن صغيرة.
 5. الظروف البيئية داخل الصفوف الدراسية
      •   مثل عدم ترتيب الصف بشكل سليم، وبعد بعض الطلاب عن اللوح، وسوء الإضاءة أو التهوية، كلها عوامل قد تُسهم في ضعف البصر لدى بعض الطلاب.
 6. جفاف العين
      •   عدم استخدام القطرات الطبية المرطبة بشكل منتظم، خاصة لدى الأطفال الذين يستخدمون الشاشات لفترات طويلة، قد يؤدي إلى جفاف العين وتدهور في جودة الرؤية.

ثانيًا: الأبعاد التربوية والنفسية
   •   قد يُعاني بعض الطلاب من التنمر أو السخرية بسبب ارتدائهم النظارات.
   •   في المقابل، هناك وعي متزايد بين الأهالي والمعلمين حول أهمية تقبُّل الطالب كما هو، بل إن بعض الأطفال يعتبرون النظارات جزءًا من الأناقة والتميّز.

ثالثًا: التوصيات
 1. تشجيع الأطفال على اللعب في الهواء الطلق لعدة ساعات يوميًا، لما لذلك من أثر إيجابي على صحة العين.
 2. تحديد وقت استخدام الشاشات بما يتناسب مع توصيات أطباء العيون (مثل ألا تتجاوز ساعة إلى ساعتين يوميًا للأطفال).
 3. إجراء فحوصات نظر دورية لجميع الطلاب، حتى لو لم تظهر عليهم أعراض واضحة.
 4. تحسين بيئة الصفوف الدراسية من حيث الإضاءة، التهوية، وتنظيم المقاعد.
 5. استخدام القطرات الطبية المرطبة عند الحاجة، خاصة للأطفال الذين يعانون من أعراض جفاف العين.
 6. تعزيز التثقيف الصحي بين الأهالي والمعلمين حول أهمية العناية بالنظر، واكتشاف المشكلات مبكرًا.
إن معالجة هذه الظاهرة تتطلب تضافر الجهود بين المدرسة، الأهل، والمجتمع الطبي. الاهتمام المبكر بصحة العين يسهم في تعزيز التحصيل الدراسي والرفاه النفسي لدى الطلاب، ويمنع تطور مشكلات بصرية قد تؤثر سلبًا على مستقبلهم.
والله ولي التوفيق