المشاع وثقافة الحيّز العامّ/ أمين مناصرة.

المشاع وثقافة الحيّز العامّ/ أمين مناصرة.

 تمتلك قرى ومدن المجتمع العربي في مسطّحاتها وبُنيّتها الطوبوغرافية العديد من قسائم أرض  مشاعيّة، أمّا أن تكون نقطة خضراء كما جرت العادّة تسمّيتها تكون السّلطة المحليّة  مخوّلة قانونية بتعهدها كمبانٍ  لخدمة السّكان كبناء مدارس، روضات، ملاعب ، شوارع، مواقف عموميّة وغيرها بما تمليه الحاجة السُّكانيّة.
وفي المقابل هناك نوع آخر من الأراضي التي تكون  أراضي الغائبين أو أملاك الغائبين  وشيع استخدام أرضٍ مُصادرة، والّتي تكون غالبا أراضٍ زراعية بكروم زيتون مُعمّرة أو أرضِ للفلاحة  الموسميّة.
ووفق القانون الذي يخوّل سلطة الأراضي  في الدّولة يُمنع أقارب الغائبين الإنتفاع بهذهِ الأراضي مما تحول إصلاحها والعناية بها، وكما هو الحال أيضا في أراضٍ ضمن مسطحات البناء التي سبق وأشرنا أليها أنها نقاط خضراء تقع ضمن صلاحيات السّلطة المحليّة في قرانا ومدننا في المجتمع العربيّ فتبقى على ما هي  من أهمال حتى يأتي موعد إستخدامها.
وفي الحالتين لهذه الأراضي العامّة والّتي تُهمل  لعدم وجود مُلكية  خاصّة  بها فإنها تتحوّل لعبثية مُجتمعيّة منها  تصبح مكبّات للنُفايات للحيّ القريب، أو موقف سيّارات للخُردة، ومنها يقوم السّكان المحيطة بها بالسيطرة عليها  ببناء عشوائيات  لهم، أو مزارع خاصة للمواشي  وغيرها، أو موقف خاصّ بهم، بالرغم من سيطرتهم عليها إلا قليلا من العناية بهذه الاراضي يصيبها  تقلّ أخطارها أو إهمالها.
أنّ مثل هذه الأراضي يجب ان تلامس الأذواق العامّة، والمسؤولية الجمعيّة والكُلية  من جهة السّكان او من جهة  السٌلطة المحليّة بالحفاظ على نظافتها والعناية بها حتى يصل موعد استخدامها للمصلحة العامّة وبموجب القانون وصلاحياته، كما يجب أخذ الذوق ألى اعلى درجات المسؤولية من إجل مناظر عامّة تسرّ الناظرين وعدم استخدامها كمراغات للمكارهِ والنّفايات ومخلفات سُكانيّة  تجعلها  وكرا يفتكّ بحياة السكان، فتعبث به القوارض والزواحف وغيرها، ويصل إليها من تسولُ لهم الأنفس المريضة بسوء لمجتمعهم او حيّهم الذي يقطنوه، ناهيك عن مخاطر ان تشبّ  النار فتشكل أخطارا ضروسَ قد تهلك بالسكان.
أجد في نافلة القول أن تقوم إدارات السلطات المحلية بإيجاد منظومة  للسيطرة على أراضٍ تحت صلاحيتها بتعهدها ورعايتها حتى  يحين موعد إستخدامها، وأن تمنع العبث بها بشتى الوسائل القانونية وما يمليه القانون والمصلحة العامة حتى نردع الإساءة عنها.
وأما الأراضي المشاع فيجب أن نجد مخارج قانونية لتمنحٓ أقارب الغائبين الأنتفاع بها، أو من السكان العامة تتيح هذه المخارج لهم أيضا أن يستأجروا هذه الأراضي لأمدٍ متعارف عليه  وبهذا نردع ايضا العبثية أو أن تتحوّل هذه الأراضي المشاعية لمخاطر كامنة ومؤقتة سرعان ما تشكل خطرا سكانيّ او بيئيّ أروْعها  أم تشبّ النيران فيها  فتحرق الأخضر الذي فينا الذي لربما يزهر يوما بأن تكون هذه الأرض ملاذا لحاجته، أو أن تكون هذه الشجرة ظليلة لأحلامه ورفيدا  لمسرّات عينيْه.
يقول قائلٌ: لماذا تجدُ بيوتنا وأراضينا نظيفة وماتعة، وشوارعنا ومحيطنا  تهيمُ بالمثالب.
فيجيبُ أحدهم: أننا نملك بيوتنا وباحاتها ولكن لا نملك شوارعنا ومحيطها.
فأقول إزرع مسؤوليتك عليها فستملكها أيضا، فكلّ بذرة مسؤولية هي مُلك وامتلاك وحقّ علينا لنحافظ عليها