كلمة المحرر: كن وحدك، كن حرًا

كلمة المحرر: كن وحدك، كن حرًا

في زمنٍ تتعالى فيه الأصوات وتتزاحم فيه الوجوه، تصبح الوحدة ليست عزلة، بل خيارًا واعيًا للنجاة من صخبٍ لا ينتهي. ليست الوحدة فرارًا، بل انعتاقٌ من الزيف، ورفضٌ لتشوهات الانتماء القسري إلى ما لا يُشبهنا.

في وحدتك، تتجلّى حريتك. هناك، في المساحة الصامتة بينك وبين ذاتك، تُولد الأسئلة الحقيقية، وتتكشف الملامح الأصيلة لروحك. وحدك، لا تمارس المجاملة، ولا تتزين بالأقنعة. وحدك، تصبح على حقيقتك، لا كما يراد لك أن تكون.

إن العالم كثير الضجيج، يسير مسرعًا نحو الهاوية وهو يصفق لنفسه. أما أنت، فتستطيع أن تتوقف، أن تتأمل، أن تخرج من الصفّ، لا لترفض العالم، بل لتفهمه بعمق، ثم تعود إليه وأنت أكثر وعيًا وصلابة.

ليست الحرية في الصراخ، بل في الصمت المُختار. وليست في الرفض العبثي، بل في الفهم المتأني. ومن لم يعرف كيف يكون وحده، لن يعرف طعم الحرية الحقة.

كن وحدك حين يفسد الجمع. كن وحدك لتسمع صوتك الداخلي. كن وحدك، كن حرًا.