سلسلة انفجارات تهزّ إيران: تصاعد في الحوادث الأمنية والصناعية يثير القلق

شهدت إيران في الأيام الأخيرة سلسلة من الانفجارات المتتالية التي أثارت تساؤلات داخلية وخارجية حول الوضع الأمني ومستوى السلامة في المنشآت الحيوية بالبلاد، وسط صمت رسمي نسبي وتحقيقات لم تُفضِ بعد إلى نتائج واضحة.

انفجار اليوم في مشهد: استهداف مركز أمني

في صباح اليوم الاثنين، 5 مايو 2025، دوّى انفجار عنيف في مركز شرطة "رجائي" وسط مدينة مشهد، ثاني أكبر المدن الإيرانية، مما أسفر عن مقتل اثنين من عناصر الأمن وإصابة عدد آخر بجروح متفاوتة. ووفقًا للتقارير الأولية، لم تُعرف بعد طبيعة التفجير أو الجهة المسؤولة عنه، ما يفتح المجال أمام فرضيات متعددة بين حادث عرضي أو هجوم منظم.

انفجار الأمس: مصنع الدراجات النارية في مشهد

لم تمرّ سوى 24 ساعة على حادثة سابقة في المدينة نفسها، حين وقع انفجار كبير في مصنع لصناعة الدراجات النارية، تسبب في اندلاع حريق هائل وتصاعد أعمدة الدخان، دون الإبلاغ عن خسائر بشرية، بينما نُسب السبب مبدئيًا إلى خلل فني داخلي أو ضعف في إجراءات السلامة.

الحدث الأكبر: كارثة ميناء الشهيد رجائي

وفي 26 أبريل الماضي، وقع واحد من أعنف الانفجارات في إيران خلال السنوات الأخيرة، حين انفجر مستودع كبير في ميناء الشهيد رجائي بمدينة بندر عباس، مما أدى إلى مقتل 70 شخصًا وإصابة أكثر من 1200، مع تدمير جزء كبير من البنية التحتية للميناء، الذي يُعد شريانًا اقتصاديًا رئيسيًا للبلاد. وقد أثار هذا الحادث موجة من الانتقادات الدولية بشأن ضعف البنية التحتية الصناعية الإيرانية، وخاصة في ما يتعلق بالتعامل مع المواد القابلة للانفجار.

تحليل: خلل أمني أم أعمال تخريبية؟

تكرار هذه الانفجارات في فترة زمنية قصيرة وفي مواقع حيوية (أمنية، صناعية، وملاحية) يفتح باب التحليل على عدة احتمالات:

1. تدهور في البنية التحتية: قد تشير الحوادث إلى فشل ممنهج في معايير السلامة والتخزين، خاصة في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران والتي تُعيق عمليات الصيانة والتجديد.2. أعمال تخريبية: تزامن الحوادث مع توترات إقليمية متصاعدة، واتهامات متكررة من إيران لـ"أعداء خارجيين" باستهداف أمنها الداخلي، قد يدفع إلى ترجيح فرضية الهجمات المنظمة.3. خلافات داخلية وصراعات استخباراتية: يُشير بعض المحللين إلى احتمال وجود تصفيات أو رسائل داخلية بين الأجهزة الأمنية المختلفة أو بين السلطات المركزية والمحلية، خاصة في ظل تصاعد التوتر السياسي الداخلي.

خاتمة: إيران أمام اختبار داخلي وخارجي

في ظل هذا التصاعد المقلق، تبدو السلطات الإيرانية مطالبة بتقديم توضيحات للرأي العام، واتخاذ خطوات عملية لاحتواء الحوادث ومعالجة مسبباتها، سواء كانت أمنية أو إدارية أو تقنية. كما أن المجتمع الدولي يراقب الموقف عن كثب، لما له من تأثير على استقرار المنطقة، خصوصًا في ظل هشاشة الأوضاع الأمنية والاقتصادية في الخليج والشرق الأوسط عمومًا.