عيدُ العمّالِ... أنشودةُ الكفاحِ وأغنيةُ الكرامة/ محمد شلبي

عيدُ العمّالِ... أنشودةُ الكفاحِ وأغنيةُ الكرامة

في أوّلِ أيّار، لا تُزهرُ الحقولُ وحدَها، بل تُزهرُ الأكفُّ المتشقّقة، وتُزهرُ القلوبُ التي تنبضُ بالعطاء. عيدُ العمّالِ ليس مجرّدَ يومٍ على الروزنامة، بل هو وقفةُ وفاءٍ لوجوهٍ أنهكها التعبُ وزيّنتها الكرامة، لخطواتٍ مشت بثباتٍ على دروبِ القمحِ والفولاذِ والطبشورةِ والوتر.

يا من تزرعون الأرضَ وتشيّدون الأبنية، يا من تقفون خلفَ آلات المصانع، وتُعلِّمون الأجيالَ، وتَخيطون الأملَ في ثيابِ الصباح... أنتم أنشودةُ الحياةِ المستمرّة، وقصيدةُ الوطنِ التي لا تنتهي.

في عيدكم، نرفعُ القبّعاتِ لا احترامًا فحسب، بل اعترافًا بأنّكم الركيزةُ، وأنّ العدالةَ تبدأ حين يُقدَّرُ الجهد، ويُكرَّمُ العرقُ، ويُحتفى بالإنسانِ قبلَ المنصبِ واللقب.

سلامٌ على الأيدي التي تعمل، على القلوب التي تصبر، على الأرواح التي لا تعرفُ الكلل. فكلُّ يومٍ هو عيدٌ حين يكونُ العملُ شريفًا، والعاملُ مكرَّمًا.