النقد هو رسالة، وفكر، وأخلاق وشجاعة./ سامر عثامنة

وسائل التواصل الاجتماعي توفر لنا منصة مباشرة وحرة لتبادل الآراء وتغذيتها. لكن يلاحظ أحيانًا استغلال البعض لهذه المنصة/الوسيلة بما ينافي الغرض منها مضمونًا وأسلوبًا.
ثمّة لغة "نقدية" (أو لغة تلبس قناع النقد) تظهر بين الحين والحين تركز على شخصنة العملية النقديّة. فمنهم من يوجه نقده لشخص قياديّ وطني بدل مناقشتة ونقد عمله، وبعضهم يوجه نقده لشخص رجل الدين بدل فعله، بل يذهب غيرهم إلى حشو نقدهم هذا برموز حين يعجزون أو لا يملكون ما يكفي من الشجاعة لتسمية المستهدف باسمه، مما يساهم في إشاعة النميمة والتقولات والتخمينات.
لست ضد النقد، ولا يوجد من هو فوق سلاح وسلطة النقد مهما بلغت مكانته.
النقد هو نهج وفعل وممارسة ووسيلة للإصلاح والتغيير والنهوض بالمجتمع. يتأسس النقد على الثقافة والأخلاق والمصداقية والرؤيا الثاقبة. 
النقد الصادق والرصين يمكنه إحداث التغيير الإيجابي المنشود، تصحيح المسار والارتقاء بالمجتمع والفكر طالما استند إلى ما أسلفت أعلاه.
النقد بحكم تعريفه لا ينأ بنفسه عن الشخصنة فحسب، بل ينأ بنفسه عن التعميم. أن تكرس لوحة مفاتيح الحاسوب لكيل اتهامات عامة شمولية عن العمل الوطني بدون تحديد واسناد، فهذا إفساد لمجمل العمل الوطني وإشاعة اليأس؛ وأن تجلس خلف مقعدك وتتهم رجال الدين عامة دون تبيان الحجة والبرهان، وأن تعمم مقولتك تلك بينما أنت تقصد شخص معين أو مجموعة بعينها، فهذا نوع من العنت الفكريّ، وانعدام الشجاعة الحتمية لكل عملية نقد، بل هو نوع من أحاديث متناقلة في السوق والنميمة تبطل عمل النقد وتختزله بحاجة صاحبها بالتظاهر والإعلان "أنا أكتب فأنا موجود". هو نوع من التسطيح والتسخيف يراد به الباطل.
كم نحن بحاجة لكلمات النقد الشجاع النزيه لتقويم عملنا ومشاريعنا التنموية والنهضوية، وكم تنقصنا ثقافة النقد الرامي إلى الإصلاح والتغيير بعيدًا عن المناكفة وتسجيل المواقف.

            رايتنا - حركة سياسية إجتماعية إقتصادية